السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السوق
تعريف السوق
تعرف السوق market بأنها الحيز أو المكان الذي يلتقي فيه بائعو السلع أو الخدمات مع مشتريها سواء أكان هذا اللقاء في المكان نفسه أو عبر وسائل الاتصال، وهذا الحيز يمكن أن يكون قرية أو حياً أو مدينة أو قطراً أو إقليماً وقد يشمل العالم بأسره.
وفي النظرية الكلاسيكية السوق مكان نظري حيث يتقابل العرض مع الطلب وتتحدد الأسعار في ضوء العلاقة بينهما.
وتقسم الأسواق إلى أقسام مختلفة وفقاً للأغراض التي تؤديها، «فمن حيث استمرارها قد تكون دائمة كسوق الأوراق المالية، أو مؤقتة كأسواق القرى والمعارض، ومن حيث اتساعها قد تكون محلية كأسواق المدن، أو عالمية كسوق السكر، ومن حيث أنواع السلع المتداولة تقسم الأسواق أقساماً شتى لكل سلعة أو لكل مجموعة من السلع سوقها، ومن ذلك أسواق العقارات، وأسواق العملات الأجنبية، وأسواق المحاصيل الزراعية كالقمح والأرز، وأسواق المنتجات الصناعية كالصلب والآلات وغيرها. ومن حيث الغرض من استخدام السلعة إلى سوق سلع الإنتاج وسوق سلع الاستهلاك، ومن حيث الكميات المتداولة في السوق إلى سوق الجملة وسوق التجزئة».
تطور مفهوم السوق
ارتبطت نشأة ظاهرة السوق بتطور النشاط الاقتصادي، والتبادل التجاري اللذين اتسعا مع ظهور عمليتي تقسيم العمل والتخصص فيه، فقد كان إنتاج الإنسان في بداياته الأولى لإشباع حاجاته داخل الوحدة الإنتاجية (العائلة، القبيلة، أو المجتمع الصغير) ومع مرور الزمن ازدادت قدرة الإنسان على الإنتاج وظهر لديه ما يسمى بالفائض الاقتصادي الذي يذهب للمبادلة التي كانت تتم بداية على شكل مقايضة بين سلعة وأخرى، ومن ثم تطورت بفضل استخدام النقود في المراحل التالية.
مع ظهور المذهب التجاري تزايد تبادل السلع والخدمات من خلال البيع والشراء بدلاً من المقايضة، وأصبحت الأسواق ركيزة النظام الاقتصادي، وأصبح إنتاج السلع مرتبطاً برغبات المستهلكين والأسعار التي يدفعونها ثمناً للمنتجات، وتطورت وتنوعت الأسواق فيما بعد إلى أن وصلت عبر مراحل متتالية من الزمن إلى ما هي عليه اليوم.
الأسواق عند العرب [ر]
امتاز العرب بحنكتهم وقدرتهم على الحل والترحال حاملين معهم تجارتهم، يجوبون بها أصقاع العالم مستفيدين من الموقع الجغرافي المتميز للوطن العربي الذي جعل منه ملتقىً للقوافل التجارية المحملة بالبضائع والآتية من مناطق مختلفة في العالم أهمها بلاد الروم والفرس. وقد اشتهر العرب برحلتي الصيف والشتاء، كما جاء في القرآن الكريم في سورة قريش بقوله تعالى: ]لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف[.
وتغلب العرب على طول الطرق التجارية بإقامة مراكز تجارية سيطر كل منها على النشاط التجاري ردحاً من الزمن، وقد تعددت أسواق العرب[ر] حيث وصلت إلى أكثر من عشرين سوقاً.
أنواع السوق
أفرزت التطورات الاقتصادية التي حدثت في العالم جملة من الاحتياجات التي كان لا بد منها لمواكبة تلك التطورات، فتقسيم العمل وظهور التخصص فيما بعد كان نتيجة تعدد المنتجات وتنوعها وتزايد الطلب الذي رافق تزايد السكان، ومع تزايد الحاجات وتنوعها وتعدد أشكال إنتاجها كان لا بد من تعدد الأسواق وتنوعها واختلافها بين نظام اقتصادي وآخر فظهرت أشكال مختلفة للأسواق أهمها:أسواق المنافسة الكاملة، أسواق الاحتكار التام، أسواق المنافسة الاحتكارية.
سوق عناصر الإنتاج inputs market
يعرف سوق عناصر الإنتاج بأنه البيئة الاقتصادية التي تعرض وتطلب فيها عناصر الإنتاج المختلفة (العمل، الأرض، رأس المال، التنظيم). وهذه العناصر هي الأساس في أية عملية إنتاجية يراد منها الحصول على سلع أو خدمات، ويستمر الطلب على هذه العناصر باستمرار الطلب على السلع والخدمات. وتتألف سوق عناصر الإنتاج من:
ـ الطلب على عناصر الإنتاج: ويرتبط هذا الطلب بحجم المنشأة وحجم الإنتاج ومقدار اعتماد المنشأة على عناصر الإنتاج الخارجية المتوافرة في السوق.
ـ عرض عناصر الإنتاج: وهو مدى توافر عناصر الإنتاج في السوق، وقدرتها على تلبية احتياجات المنشآت المختلفة من تلك العناصر. ويرتبط عرض عناصر الإنتاج والطلب عليها بعدد من العوامل أهمها: أسعار عناصر الإنتاج في السوق، توافر بدائل لعناصر الإنتاج في السوق، وضع الاقتصاد الوطني من انتعاش أو ركود.
يتميز سوق عناصر الإنتاج في أن التعامل في هذا السوق يتحدد وفقاً لمتطلبات العملية الإنتاجية المادية من آلات ومواد أولية وبشرية من قوة العمل المؤهلة والعادية، إضافة إلى العوامل المساعدة مثل الأرض والمباني ورأس المال. كما أن الطلب في هذا السوق هو طلب مشتق لأنه مرتبط بالطلب على السلع والخدمات التي تدخل عناصر الإنتاج في تكوينها.
وتتوضع أسعار عناصر الإنتاج في السوق وفقاً لقوى العرض والطلب. وتختلف مستويات الأسعار حسب طبيعة أسواق هذه العناصر، ففي أسواق المنافسة الكاملة تدور الأسعار حتى تكلفة إنتاجها أما في أسواق الاحتكار و المنافسة الاحتكارية تميل الأسعار نحو الارتفاع بما يحقق أرباحاً احتكارية للمنتجين.
سوق الأوراق المالية والنقدية
هي الحيز الذي يجمع بين بائعي الأوراق المالية ومشتريها بصرف النظر عن الوسيلة التي يتحقق بها هذا الجمع أو المكان الذي يتم فيه، شريطة توافر قنوات اتصال فعالة بين المتعاملين سواء في السوق المحلية أو الدولية تمكنهم من المتابعة الفورية لأسعار الأوراق المالية أينما وجدت.
نشأت أسواق الأوراق المالية لتلبية احتياجات المشروعات إلى مزيد من الأموال لتمويل عملياتها في الأمدين القصير والمتوسط. وبسبب التوسع في الأعمال وزيادة عدد المشروعات ظهرت سوق متخصصة تتعامل بأشكال التمويل في المنشآت كالأسهم والسندات والقروض العقارية سُميت فيما بعد بسوق الأوراق المالية والنقدية. وهي ناجمة عن حالة التخصص في الأسواق التجارية، كسوق النفط وسوق الذهب... وغيرها.وقد مرت الأسواق المالية[ر]، بعدة مراحل إلى إن وصلت إلى شكلها الحالي.
ولكي تنشأ سوق مالية في دولة ما لابد من توافر عدد من الشروط منها:
آ- توفر عدد من المؤسسات المالية ذات الخدمات المصرفية الجيدة.
ب- إقبال السكان على تحويل مدخراتهم إلى استثمارات وإقناعهم بذلك بطرائق متعددة، سواء عن طريق شراء أسهم في شركات أو إنشاء نوادي للاستثمار وغيرها.
ج- إنشاء أسواق للأوراق المالية لتداول مدخرات الأفراد والمصارف.
د- توفر الاستقرار السياسي في البلد والموقع الجغرافي الجيد.
تتوزع الأسواق المالية إلى:
ـ أسواق رأس المال: وتكون إما آنية تتعامل بالأوراق المالية طويلة الأجل كالأسهم العادية أو الممتازة والسندات بأنواعها المختلفة. وإما مستقبلية يلجأ إليها المستثمرون لتجنب مخاطر تغير أسعار الأوراق المالية، كما ويستخدمها المضاربون لتحقيق أرباح رأسمالية سريعة.
ـ أسواق النقد: وهي أسواق تتم فيها عمليات الإقراض والاقتراض بين المصارف المحلية والمحلية والأجنبية ويلعب سعر الفائدة دوراً رئيساً في هذه العمليات.
تقدم الأسواق المالية فوائد كبيرة للاقتصاد الوطني ومنها:
1- تجميع المدخرات الصغيرة والاستفادة منها على مستوى الاقتصاد الوطني.
2- تشجيع عملية الاستثمار من خلال سهولة دخول وخروج رأس المال من وإلى البلد.
3- تساعد على التوسع في إنشاء الشركات المساهمة.
4- تؤدي دوراً اجتماعياً مهماً بالنسبة للطبقات الدنيا والوسطى، إلا أنها تصبح وبالاً على هذه الطبقات عندما تتحول إلى أسواق للمضاربة.
السوق السوداء black market
هي سوق غير رسمية تنشأ نتيجة تحديد الدولة أو الحكومة الحد الأقصى لسعر السلع أو الخدمات ـ وغالباً ما يكون هذا السعر أقل من السعر المعتاد في السوق ـ حيث تباع تلك السلع والخدمات في هذه السوق بأسعار أعلى من السعر المحدد.
وينشأ هذا النوع من الأسواق نتيجة التدخل الحكومي في السوق بتحديد سعر إداري لسلعة أو خدمة ما يفرض على المتعاملين في السوق التقيد به، ويتم ذلك التحديد عادة بالنسبة للسلع الضرورية حماية لذوي الدخل المحدود وتخفيضاً لنفقات المعيشة عندما تنتج هذه السلع في سوق احتكارية.
وقد كثرت نماذج هذه الأسواق في بلدان المنظومة الاشتراكية التي تعتمد التدخل الحكومي في حياتها الاقتصادية وخاصة عندما ينتشر الفساد بكل أشكاله.
أثر السوق على اقتصاد البلد
تؤدي السوق دوراً إيجابياً في اقتصاد أي بلد من البلدان حيث تبادل السلع والخدمات من قبل الأفراد طوعاً مقابل النقود وبسعر السوق، وهذا يساعد في توجيه الاستثمارات نحو القطاعات التي يزداد الطلب على منتجاتها بما يحقق التوازن بين الطلب والعرض، ولكن اقتصاد السوق قد يؤدي إلى عدد من الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية، كالبطالة والغنى الفاحش والفقر المدقع، كما أن فشل آلية السوق يؤدي في بعض الأحيان إلى عيوب في المخرجات الاقتصادية، كما تؤدي السوق الاحتكارية إلى رفع الأسعار وخفض مستويات الإنتاج، كذلك فإنها تسهم في ترسيخ شرخ واضح في توزيع الدخل وبالتالي غنى البعض على حساب البعض الآخر.
منقــول للأمــــــــــــــــــــــــــــانة
أنتظر ردوكـــــــــــــــــــــــــــــــم
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام