السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ريكاردو (ديفيد ـ)(1772 ـ 1823م)
ديفيد ريكاردو David Ricardo اقتصادي إنكليزي، ولد في لندن لأب يهودي ميسور، عضو في المصفق (البورصة)، وتوفي في غاتكوم بارك ـ غلوسيسترشاير ـ إنكلترا. تلقى ريكاردو علومه في إنكلترا، ثم في هولندا، ولم يتمكن من متابعة الدراسة الجامعية. فقد انضم في الرابعة عشرة من عمره إلى والده للعمل في المصفق ولكنه انفصل عنه في الحادية والعشرين من عمره بسبب زواجه من امرأة مسيحية واعتناقه الديانة المسيحية. بدأ نشاطه المستقل لحسابه الخاص. ونجح نجاحاً كبيراً في عمله بالمصفق وأصبحت له شهرة واسعة مما وفر له دعم مؤسسات مصرفية كبيرة أتاح له تحقيق ثروة عريضة. ونتيجة لذلك صرف اهتمامه إلى الآداب والعلوم. إلا أن الاقتصاد على وجه الخصوص استأثر باهتمامه بعد أن قرأ كتاب آدم سميث[ر] «ثروة الأمم»، وفي السنوات العشر التالية تابع اهتمامه بالاقتصاد فركز جهده على التحليل العلمي للقضايا المتعلقة بالأعمال المصرفية والمالية فظهرت أولى إسهاماته في معالجة القضايا الاقتصادية في جريدة العرض الصباحي (مورنينغ كروجنسل)، ثم في كتيب أصدره بعنوان «السعر المرتفع لسبائك الذهب دليل على تدني قيمة العملة الورقية»، وعلى الرغم من معارضة الكثير من معاصريه، من الاقتصاديين ومديري المصارف الإنكليزية، لآرائه المنشورة في هذا الكتيب، تبنت رأيه لجنة السبائك التي ألفها مجلس العموم وأخذت بالاقتراحات التي عرضها لمعالجة أسعار النقد.
تأثر ريكاردو بعدد من كبار الكتاب الإنكليز آنذاك، مثل الفيلسوف والاقتصادي الإنكليزي جيمس ميل (والد الاقتصادي جون ستيوارت ميل) وفيلسوف اللذة أوالمنفعة جيرمي بنتام وكذلك توماس مالتوس صاحب نظرية السكان المعروفة، وظهر هذا التأثر في كتاباته الاقتصادية واضحاً.
يعد ديفيد ريكاردو أحد مؤسسي مدرسة الحرية الاقتصادية إلى جانب آدم سميث وجون ستيوارت ميل كما أنه تطرق إلى نظرية القيمة ـ العمل التي ترى أن البضائع تُبادلُ فيما بينها بحسب كمية العمل الداخل في إنتاجها. كما عالج قانون الأجور مبيناً أن الأجور تميل نحو الانخفاض إلى مستوى الحد الأدنى الضروري للمعيشة بسبب التزايد السكاني السريع ووفرة قوة العمل. وهو القانون الذي أطلق عليه فيما بعد القانون الحديدي للأجور [ر. الأجر].
أوضح ريكاردو ظاهرة الريع العقاري الذي يعادل الفرق بين الدخل الصافي الذي تغله الأراضي ومعدل ربح الرأسماليين ويعود الريع العقاري إلى ملاك الأراضي لقاء سماح للمستثمرين الرأسماليين باستغلالها. وأشار ريكاردو إلى أن الريع العقاري ومعدل الربح الرأسمالي يتجهان إلى الانخفاض مما يهدد الرأسمالية بالركود والانهيار. وكانت آراء ريكاردو هذه إلى جانب آراء آدم سميث في الاقتصاد السياسي الأساس الذي انطلق منه كارل ماركس في تحليله الاقتصادي للنظام الرأسمالي، وتوصل إلى حتمية زواله وانتصار الاشتراكية.
من مؤلفات ريكاردو المشهورة، «بحث في تأثير سعر القمح المتدني على أرباح الأسهم» (1815م)، يبين فيه أن رفع التعرفة الجمركية على الحبوب المستوردة يؤدي إلى زيادة ريع ملاك الأراضي وإلى تخفيض أرباح الصناعيين. و«مبادئ في الاقتصاد السياسي والضرائب» (1817م)، حلل فيه القواعد الناظمة لتوزيع الناتج الاجتماعي بين الطبقات الاجتماعية الثلاث: ملاك الأراضي والعمال وأصحاب رأس المال، كما عالج فيه نظريات القيمة والريع العقاري وغيرها إضافة إلى قضايا التبادل التجاري الحر بين الأمم، القائم على أساس المزايا النسبية للإنتاج في كل منها.
شغل ريكاردو مقعداً في مجلس العموم البريطاني عام 1819م وكان يهتم في مداخلاته بالقضايا الاقتصادية مركزاً على مبدأ الحرية الاقتصادية وحرية التبادل التجاري الخارجي.
منقــول للأمــــــــــــــــــــــــــــانة
أنتظر ردوكـــــــــــــــــــــــــــــــم
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام