مفهوم النظرية النيوكلاسيكية ومساهمات الرواد في تطوير النظرية السلوكية النيوكلاسيكية
نبذة تعريفية عن النظرية
سميت بهذا الاسم لأنها تعتبر أفكار
المدرسة الحدية لامتداد الفكر الاقتصادي للمدرسة الكلاسيكية لكونها تؤمن
بالليبرالية كأساس للتصرفات الاقتصادية لقد جاءت تسميت الحد من ناتية
كلاسكين وقد تبلور هذه الفكرة في النصف الثاني من القرن 19 وتتلخص أهم
الأسس التي اعتمدت عليها المدرسية الحدية هي مايلي :
1-تعتبر
ان قيمة سلعة تصدر عن قيمة سلعة أخرى ويرجع ذلك إلى أن المنفعة الأولى
اكبر من المنفعة الثانية بالنسبة للمستهلك فالحديون يرون ان المستهلك لسلع
يهدف الى تحقيق لاشباع اقصى احتياجاته مستخدما موازن محدودة وبالتالي فهو
يهدف الى تحقيق اقصى منفعة وهو ما يعتبرونه ضاهرة ذاتية تتوقف على الفرد
المستهلك
2- يقوم
البحث الحدي على معرفة المعطيات الوحدات الأخيرة فالأجر الحدي هو أجر آخر
عامل و السعر الحدي هو آخر السعر وحدة منتجة من مادة معينة و رأس المال
الحدي هو آخر قدر يتم من رأسمال.
3- إستعمال
الرياضيات في تحليلاتهم الإقتصادية ومن أهم المفكرين الحديين نذكر منهم :
جون ستوارت ميل (1806-1873) و هو مفكر انجليزي اعتبر أن الليبرالية في
إنجلترا و فرنسا ،من مؤلفاته : المحاولات الخمس و كتابه مبادئ الإقتصاد
السياسي الذي أصدره سنة 1844 و من أفكاره
-1قانون العرض و الطلب
2-قانون القيمة
3- قانون الأجور الذي ينقسم إلى قسمين :
عنصر ثابت : يتمثل في كمية الأجور المتداولة و المخصصة كأجور العمال
عنصر متغير : يتمثل في عدد العمال بالتالي الأجر كما يتحدد حسب قوة العمل.
و نذكر أهم الرواد في النظرية الكلاسيكية.
مدارس و رواد المدرسة النيوكلاسيكية
مدرسة كمبريدج
كان ستالي جمفينس من الكتاب الحد بين
الثلاثة دشنوا بدراستهم المدرسة الحدية و لقد انتقد الكلاسيك الماركسيين في
قولهم أن سر و مصدر القيمة هو العمل و علل موقفه بحكاية الصياد الذي يقتني
وقتا معينا صيد سمكة و لكنه يفاجئ بإخراج قطعة من الماس من عرض البحر عوض
السمكة و هكذا يحصل على شيء له قيمة رفيعة رغم فتاءه نفس الوقت الذي كان
عليه أن يقضيه لو اصطاد سمكة، أي أن قيمة لا تتأثر بعمل بل بالمنفعة.
و لكن يعتبر الفريد مارشال هو زعيم
النيوكلاسيكية و هو أستاذ بجامعة كمبريدج حيث أنه أعاد تشكيل النظام
الكلاسيكي بصورة فعالة إلى حد أنه منذ ظهور مؤلفه مبادئ الاقتصاد عام 1890
أصبحت الكلاسيكية الحديثة معترف بها في ربوع العالم الإنجليزي، اعتبر
مارشال أن علم الاقتصاد يقتصر على تعاملاته في جانب معين من حياة الإنسان
أو بعبارة أخرى قال أن هذا العلم يقتصر على دراسة الأفراد كأعضاء في جماعات
صناعية.
اهتم ألفريد مارشال بقضية الأسعار و
القيمة فقد جمع بين فكرتين قديمة و جديدة حول القيمة و الأولى نقول أن
القيمة تحدد على أساس كلفة الإنتاج، أما ثانية نعتبر مصدر قيمة يحدد على
أساس المنفعة و اعتبر مارشال أن كلاهما يؤثر على القيمة لكن هذا الأثر
يختلف باختلاف الفترة، ففي الفترة قصيرة تلعب المنفعة دورا أساسيا في تحديد
القيمة أي أن الطلب هو محدد السعر أما في فترة طويلة المدى تلعب التكلفة
دورا محددا ، القيمة و العرض محدد السعر و يكون هنا مارشال أول من قدم
نظرية عامة لتحديد الأسعار في السوق.
أما بالنسبة لتوزيع دخل عند مارشال فهم
مفهوم الربح فهناك ربح المنتج و هو ما يفوق الربح العادي للمنتج في حالة
ارتفاع السعر على مستوى التوازن و هناك ربح المستهلك الذي يحصل عليه هذا
الأخير في حالة ما إذا نجح في شراء
مدرسة لوزان
تميز في هذه المدرسة الاقتصادي الفرنسي
ليون والراس أصدر عدة كتب أسماه كتاب عناصر الاقتصاد السياسي سنة 1896 حيث
أوضح نظرياته و حيث يظهر تأثير الاقتصادي رياضي كورنو و لقد اشتهر بنظريتين
نظرية حول المبادلة و القيمة و نظرية حول التوازن العام ، فهو يعتبر أن
المبادلة تترتب عن تداخل بين ظاهرتين : الندرة من جهة و المنفعة بمعنى أن
ظاهرتين تلعبان دورهما في تحديد قيمة المواد و يعرف المنفعة بأنها إمكانية
الشيء إشباع رغبات معينة للأفراد و يعتبر أن مقياس حدة الرغبات هو رغبة
الإنسان في وحدة أي الوحدة الحدية التي تستجيب لحاجته.
و يرى أن التصرفات الاقتصادية لها صيغة
ميكاجنسية و عفوية : فالأسعار هي مجرد مداخيل و تعبير عن قوة شرائية لذلك
يتصور توازنا عاما بين كل المتغيرات الاقتصادية أي أسعار كل المواد و أسعار
عوامل الإنتاج و مقدار تلك المواد و تلك العوامل، فالمحيط الاقتصادي عبارة
عن سوق كبيرة يتوسطه المنظمون الذين يشترون خدمات الإنتاج أي عوامل
الإنتاج و يبيعون الإنتاج ( الفلاحون، الرأسماليون، العمال) فإن التوازن يحصل على أساس شروط ثلاثة :
1- وحدة السعر في نفس السوق و نفس الوقت بالنسبة لكل السلع من النوع الواحد
2- يحدد هذا السعر الواحد بمعادلة الطلب السلع أو عوامل الإنتاج و عرضها.
3- يعادل سعر بيع السلع سعر تكلفتها أي قيمة عوامل الإنتاج فهكذا تساوي الأرباح الصفر .
المدرسة النمساوية
تتسم المدرسة النمساوية برفضها كل
التحاليل الكلاسيكية التي تعتمد على معطيات موضوعية و باستنادها على ذاتية
الإنسان و نفسيته لتغيير تصرفاته الاقتصادية و تقييمه للثروات لذلك تسمى
هذه المدرسة بالاتجاه النفسي أو البسيكولوجي و لقد اشتهر من بين المؤلفين
الذين ينتمون إليه ثلاثة كارل منجر ،بوهم بافيرك ، و بون فيزير.
*كارل منجر (1840-1921) ولد في نمسا ، و في سنة (1871) أصدر كتابه Grunds ate)) و
لقد اهتم بنظرية الخيرات و قيمة ، فهو يرى أن خيرات لا يمكن أن يكون لها
وجود ملموس إلا إذا قابلتها حاجة بشرية. ويقسم الخيرات الى خيرات حرة
(هواء، ماء) وخيرات اقتصادية وتقاس حسب الأهمية التي يعطيها الإنسان لها
وقد تكون للخيرات قيمة استعمالية دون أن تكون لها قيمة تبادلية .
اما فيما يخص نظرية قيمة فالسلعة في
نظره يجب إلى تكون مهيأة لإشباع حاجة إنسانية معينة ولها من خصائص ما
يجعلها مرتبطة في علاقات نسبية بالسلع الأخرى (علاقات التكامل والإحلال )
قسم تعتبر سلع الى سلع المرتبة الأولى وهي التي تشبع الحالات الإنسانية مباشرة وفي مرتبة عالية وهي السلع الإنتاجية (رأس المال).
ويعتبر منجر أن السلعة لن تكون لديها قيمة اقتصادية ما لم يكن هناك طلب عليها أي تصرف وفق مبدا المنفعة.
* باقرك
اتبع نفس أسلوب وأهم ما جاء به هو ضرورة التفريق بين الربح والفائدة على
أساس أن الربح عائد خاص بالتنظيم والفائدة تتعلق برأس المال ولقد جاء
بنظرية الفائدة باعتبارها ناتجة عن تعلق الإيرادات بالوقت الحاضر لأن مال
الحاضر هو أحسن من المستقبل لأسباب نفسية أي أن بوهم يعتمد على الزمن.
* فون فيزر
ليعطي تفسيرا للإنتاجية الحديثة لعوامل الإنتاج آخر وحدة مستعملة من رؤوس
الأموال أو عمل مثلا، ومعرفة قيمة هذه الإنتاجية شيء ضروري لأنه يعرفنا
بنسبة كل عامل.
تعقيب على أعمال المدرسة
إن ظروف المنافسة الكاملة التي تسود في
غالبية النشاط ومن تبين للنيوكلاسيك أن هناك فروع من نشاط الإنتاجي تلك
التي تسود فيها ظاهرة زيادة الغلة لا تتلاءم مع هذا الفرض وأن بعض أشكال
التدخل الحكومي قد تلزم لهذا السبب وبالرغم من ذلك اعتقد النيوكلاسيك أن
حرية اختيار المستهلكين وقدرتهم على تصرف رشيد تجعل لهم قوة في توزيع
الموارد الاقتصادية وأن المنتجين لا يستطيعون وحدهم التأثير على الأسعار.
لكن لصحة هذه النتائج كان لا بد من
احتفاظ بفرض عدم تعطيل أي موارد اقتصادية بصورة اختيارية، وفي الواقع فإن
النيوكلاسيك كانوا على ثقة بأن حالة التوظيف الكامل سوف تكون دائما في حالة
طبيعية للاقتصاد، حيث أكد النيوكلاسيك انه برغم من الإزعاجات المؤقتة
المترتبة على سواء إدارة النظام النقدي فإن قوة السوق سوف تؤدي وبطريقة
سريعة إلى إصلاح أي خلل في التوازن الاقتصادي، ولقد أثبتت أحداث الأزمة
العالمية في بداية ثلاثينيات من هذا القرن افتراض كما أكد خطأه كينز.
إن الافتراض الأول حول المنافسة أدى إلى ظهور شركات احتكارية.
مسألة أخيرة ينبغي ذكرها عند التعقيب هي
أن بعض المنشقين على هذه المدرسة مثل "فيلن" حيث يعتقد أن آراء
النيوكلاسيك قد تمت في نطاق بعيد عن الواقع واعتمدت كثيرا على المنطق
الاستنباطي.
الخاتمة
تعتبر الأفكار التي جاءت بها النظريات
التقليدية والسلوكية في الأساس الذي ساعد على نشوء وتطور الفكر الاقتصادي
الحديث حيث كانت التناقض بين الاتجاهين والتعارض في الأفكار أو التوافق
فيما بينها بمثابة الشبيه والتشجيع للبحث عن نظرية كاملة تجمع كافة
المتغيرات التي تتداخل في علاقات داخلية