التنمية المستدامة جاهز سنة اولى
lmd
المبحث الأول: ماهية التنمية المستدامة;
المبحث الثاني: محاور أساسية في التنمية المستدامة;
المبحث الأول: ماهية التنمية المستدامة
بدأ استخدام مصطلح التنمية المستدامة كثيرا في
الأدب التنموي المعاصر وتعتبر الاستدامة نمط تنموي يمتاز بالعقلانية
والرشد، وتتعامل مع النشاطات الاقتصادية التي ترمي للنمو من جهة ومع
إجراءات المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية من جهة أخرى، وقد أصبح
العالم اليوم على قناعة بأن التنمية المستدامة التي تقضي على قضايا التخلف
هي السبيل الوحيد لضمان الحصول على مقومات الحياة في الحاضر والمستقبل
ويتضمن هذا المبحث ثلاثة مطالب وهي :
- التطور التاريخي لمفهوم التنمية المستدامة؛
- أهدافها ومبادئها؛
- خصائص، تحديات وإستراتيجية التنمية المستدامة.
المطلب الأول: التطور التاريخي لمفهم التنمية المستدامة
1- المفهوم التقليدي للتنمية المستدامة:
ظهر مفهوم التنمية المستدامة بقوة في أواخر القرن
الماضي ليحتل مكانة هامة لدى الباحثين والمهتمين بالبيئة وصناع القرار
ويعود هذا الاهتمام إلى الضغوط المتزايدة على الإمكانات المتاحة في العالم
المتقدم والمتخلف لكن في حقيقة الأمر كان النمو الديمغرافي والتنمية
الاقتصادية من جهة واستعمال الموارد البشرية من جهة أخرى أهم الظواهر التي
لازمت البشرية في تطورها عبر الزمن.وقد
عرف مفهوم التنمية تغيرات عبر الزمن حيث أختلف الاقتصاديون في تحديد مفهوم
التنمية، وهناك من يصنفها بأنها عملية نمو شاملة تكون مرفقة بتغيرات
جوهرية في بنية اقتصاديات الدول النامية وأهمها الإهتمام بالصناعة.في حين أن البنك الدولي يضع تصور آخر للتنمية حيث يصنف العالم وفقا للدخل الوطني الإجمالي للفرد على أساس أربع معايير:- الدخل المنخفض؛- الدخل المتوسط؛- الدخل العالي؛- الدخل الأعلى.غير
أن هذا المقياس مشكوك في مصداقيته فهناك عدد من الدول تنعم بالدخل الفردي
المرتفع لكنها تتميز بسوء توزيعه مما يفرز الفقر والبطالة كمثال على ذلك
البرازيل، حيث كان معدل النمو السنوي في الناتج الوطني الإجمالي 5.1% من
سنة 1960 إلى 1981، أما الدخل الوطني ل 40% من الفئات الفقيرة من السكان
فقد انخفض خلال الستينات من 10% إلى 8% بينما ارتفعت حصة 5% من الأغنياء من
29% إلى 38%.وباختصار
فإن الاقتصاديون عاملو التنمية في الماضي عل أنها قضية لا تزيد عن كونها
أكثر من تدريبات وممارسات وتطبيقات في علم الاقتصاد التطبيقي منفصل على
الأفكار السياسية ويستبعدون دور الأفراد في المجتمع.وبالتالي
فإن النظرة التقليدية للتنمية ركزت على القضايا التنموية وأغفلت جوانب لها
دور جوهري في حياة البشرية حاضرا ومستقبلاـ أي أن الإمكانيات المتاحة لا
يمكن تسخيرها للإجمال الحاضرة فحسب، بل يجب التفكير في كيفية استفادة أجيال
المستقبل أيضا.
2- مفهوم التنمية المستدامة:
إذا كانت التنمية المستدامة كمفهوم يعتبر قديما
فإنه مصطلح يعد حديث النشأة، حيث كان أول ظهور له في نادي روما 1986، الذي
اقترح ما يسمى eco- developpement التفاعل بين الاقتصاد والإيكولوجيا في دول الشمال والجنوب.أما
في 1987 فقد أعطي لها تعريف من طرف اللجنة الدولية حول التنمية والبيئة
التي ترأستها الوزيرة الأولى النرويجية السابقة السيدة بروند طلاند حيث
يعتبر التعريف الأكثر شيوعا أو ما يسمى بمستقبلنا للجميع أو بعنوان
مستقبلنا المشترك، حيث عرفت بأنها التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون
المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على تلبية حاجاتهم أو ما معناه
بالإنجليزية. Developpement that meets the needs of the present with out compvomising the ability of future to neet their own needs.ثم
ترسخ مفهوم التنمية المستدامة عند الجميع في 1992، في قمة "ريو" أو قمة
الأرض بالبرازيل، حيث ظهرت عدة جمعيات غير حكومية مهتمة بالبيئة ذات بعد
وطني، وإقليمي وعالمي خاصة في الدول المتقدمة، وقد وافقت عليه كل الدول
المشاركة في الاتفاقية مما أدى إلى انبثاق ما يسمى بأجندة القرن 21، والسمة
الأساسية لهذا البرنامج هو الإهتمام بالتنمية المتواصلة.ثم
تطورت لتشمل الحفاظ على الموارد الطبيعية التنوع البيولوجي في 2002 في
قيمة جوهنز بورغ التي حضرها أكثر من 100 رئيس دولة وممثلي الحكومات
والجمعيات والمؤسسات.وفي حقيقة الأمر
تعددت التعريفات لهذا المفهوم لكنها لم تستخدم استخداما صحيحا في جميع
الأحوال، فبالإضافة إلى ما سبق فقد عرفها قاموس ويبستر على أنها تلك
التنمية التي تستخدم الموارد الطبيعية دون أن تسمح استنزافها أو تدميرها
جزئيا أو كليا ،كما عرفها ميردال MYRDEL بأنها: "التنمية هي التحركات التصاعدية للنظام الإجمالي ككل".وعرفها
وليم رولكنزهاوس مدير حماية البيئة الأمريكية على أنها: تلك العملية التي
تقر بضرورة تحقيق نمو اقتصادي يتلاءم مع قدرات البيئة ،وذلك من منطلق أن
التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة هما عملية متكاملة وليست متناقصة.وبالتالي
فالتنمية المستديمة تسعى لتحسين نوعية حياة الإنسان ولكن ليس على حساب
البيئة، وذلك لأن بعض المفاهيم للتنمية المستدامة تستنزف الموارد الطبيعية،
بحيث هذا الاستنزاف من شأنه أن يؤدي إلى فشل عملية التنمية نفسها، ولهذا
يعتبر جوهر التنمية المستدامة هو التفكير في المستقبل وفي مصير الأجيال
القادمة.
المطلب الثاني: أهداف التنمية المستديمة ومبادئها
أهدافها
أ- تحقيق نوعية حياة أفضل للسكان:
من خلال التركيز على العلاقات بين نشاطات السكان
والبيئة، وتتعامل مع النظم الطبيعية ومحتواها على أساس حياة الإنسان، وذلك
عن طريق مقاييس الحفاظ على نوعية البيئة والإصلاح والتهيئة وتعمل على أن
تكون العلاقة في الأخير علاقة تكامل وانسجام.
ب- تعزيز وعي السكان بالمشكلات البيئة القائمة:
وكذلك تنمية إحساسهم بالمسؤولية اتجاهها وحثهم على
المشاركة الفعالة في إيجاد حلول مناسبة لها من خلال مشاركتهم في إعداد
وتنفيذ ومتابعة وتقديم برامج ومشاريع التنمية المستديمة.
ج- احترام البيئة الطبيعية
وذلك من خلال التركيز على العلاقة بين نشاطات
السكان والبيئة وتتعامل مع النظم الطبيعية ومحتواها على أساس حياة الإنسان،
وبالتالي فالتنمية المستديمة هي التي تستوعب العلاقة الحساسة بين البيئة
الطبيعية والبيئة المبنية وتعمل على تطوير هذه العلاقة لتصبح علاقة تكامل
وانسجام
د- تحقيق استغلال واستخدام عقلاني للموارد:
وهنا تتعامل التنمية مع الموارد على أنها موارد
محدودة لذلك تحول دون استنزافها أو تدميرها وتعمل على استخدامها وتوظيفها
بشكل عقلاني.
ه- ربط التكنولوجيا الحديثة بأهداف المجتمع:
تحاول التنمية المستديمة توظيف التكنولوجيا
الحديثة بما يخدم أهداف المجتمع، وذلك من خلال توعية السكان بأهمية
التقنيات المختلفة في المجال التنموي، وكيفية استخدام المتاح والجديد منها
في تحسين نوعية حياة المجتمع وتحقيق أهدافه المنشودة، دون أن يؤدي ذلك إلى
مخاطر وآثار بيئية سالبة، أو على الأٌقل أن تكون هذه الآثار مسيطرة عليها
بمعنى وجود حلول مناسبة لها.
و- إحداث تغيير مستمر ومناسب في حاجات وأوليات المجتمع:
وذلك بإتباع طريفة تلائم إمكانياته وتسمح بتحقيق
التوازن الذي بواسطته يمكن تفعيل التنمية الاقتصادية، والسيطرة على جميع
المشكلات البيئية.
ز- تحقيق نمو اقتصادي تقني:
بحيث يحافظ على الرأسمال الطبيعي الذي يشمل
الموارد الطبيعية والبيئية، وهذا بدوره يتطلب تطوير مؤسسات وبنى تحتية
وإدارة ملائمة للمخاطر والتقلبات لتؤكد المساواة في تقاسم الثروات بين
الأجيال المتعاقبة وفي الجيل نفسه.
2- مبادئها:
إن العلاقة الأساسية بين النمو من جهة والبيئة من
جهة أخرى أدت إلى تحديد المبادئ التي قام عليها مفهوم التنمية المستدامة
وتمثلت فيما يلي:
أ- استخدام أسلوب النظم في إعداد وتنفيذ خطط التنمية المستديمة:
يعد أسلوب النظم أو المنظومات شرطا أساسيا لإعداد
وتنفيذ خطط التنمية المستدامة، وذلك راجع إلى أن البيئة الإنسانية هي نظام
فرعي من النظام الكلي، ولهذا تعمل التنمية المستدامة من خلال هذا الأسلوب
إلى تحقيق النظم الفرعية شكل يؤدي إلى توازن بيئة الأرض عامة.وهذا
الأسلوب هو أسلوب متكامل يهدف إلى الحفاظ على حياة المجتمعات من جميع
النواحي الاقتصادية والبيئية والاجتماعية دون وجود تأثيرات سلبية متعاكسة
بين هذه الجوانب.فمن المشكلات البيئة
المرتبطة بالتنمية الاقتصادية مثلا السياسات الزراعية المطبقة في كثير من
دول العالم والتي تؤثر بشكل رئيسيا في تدهور بالتربة.
ب- المشاركة الشعبية:
يتطلب تحقيق التنمية المستدامة توفير شكل مناسب من
أشكال اللامركزية التي تمكن الهيئات الرسمية والشعبية والأهلية والسكان
بشكل عام من المشاركة في إعداد وتنفيذ ومتابعة خططها، ويطلق على هذا
المفهوم بالتنمية من أسفل ويمكن تلخيص دور الحكومات المحلية فيما يلي:- الحد من الزيادة في ارتفاع درجة حرارة الأرض؛- إدارة ومعالجة النفايات البيئة والتجارية والصناعية؛- الحد من انبعاث الغازات التي تؤثر على طبقة الأوزون؛- تخفيض الاستهلاك من مشتقات النفط.
ج- مبدأ التوظيف الأمثل الديناميكي للموارد الاقتصادية .
د- مبدأ استطالة عمر الموارد الاقتصادية، والتخطيط الإستراتيجي لهذه الموارد.
ه- مبدأ التوازن البيئي والتنوع البيولوجي.
و- مبدأ التوفيق بين حاجات الأجيال الحالية والمستقبلية.
ز- مبدأ القدرة على البقاء والتنافسية.
ح- مبدأ الحفاظ على سمات وخصائص الطبيعة، وكذلك تحديد وتطوير هياكل الإنتاج والاستثمار والاستهلاك.
المطلب الثالث: خصائص تحديات إستراتيجية التنمية المستدامة:
I- الخصائص:
طرح مصطلح التنمية المستدامة عام 1974 في أعقاب
مؤتمر ستوكهولم، الذي عقبته قمة ريو للمرة الأولى حول البيئة والتنمية
المستدامة الذي أعلن عام 1992 عن خصائص التنمية المستدامة التي تتلخص فيما
يلي:
أ- هي تنمية
يعتبر البعد الزمني هو الأساس فيها، فهي تنمية طويلة المدى بالضرورة،
تعتمد على تقدير إمكانات الحاضر، ويتم التخطيط لها لأطول فترة زمنية
مستقبلية يمكن خلالها التنبؤ بالمتغيرات.
ب- هي تنمية ترعى تلبية الاحتياجات القادمة في الموارد الطبيعية للمجال الحيوي لكوكب الأرض.
ج- هي تنمية
تضع تلبية احتياجات الأفراد في المقام الأول، فأولوياتها هي تلبية الحاجات
الأساسية والضرورية من الغذاء والملبس والتعليم والخدمات الصحية، وكل ما
يتصل بتحسين نوعية حياة البشر المادية والاجتماعية.
د- وهي
تنمية تراعي الحفاظ على المحيط الحيوي في البيئة الطبيعية سواء عناصره
ومركباته الأساسية كالهواء، والماء مثلا، أو العمليات الحيوية في المحيط
الحيوي كالغازات مثلا، لذلك فهي تنمية تشترط عدم استنزاف قاعدة الموارد
الطبيعية في المحيط الحيوي، كما تشترط أيضا الحفاظ على العمليات الدورية
الصغرى، والكبرى في المحيط الحيوي، والتي يتم عن طريقها انتقال الموارد
والعناصر وتنقيتها بما يضمن استمرار الحياة.
ه- هي تنمية
متكاملة تقوم على التنسيق بين سلبيات استخدام الموارد، واتجاهات
الاستثمارات والاختيار التكنولوجي، ويجعلها تعمل جميعها بانسجام داخل
المنظومة البيئية بما يحافظ عليها ويحقق التنمية المتواصلة المنشودة.
1- تحدياتها:
إن تحقيق التنمية المستدامة (المتواصلة) يواجه العديد من التحديات التي تضعف تحقيقها وتقلل من تأثيرها، ومن أهمها:
1- أنماط السلوك الإنتاجي:
ويقصد به الصناعي والزراعي الحالي وضرورة العمل على السيطرة البيئية على الملوثات البيئية من المصادر المختلفة.
2- أنماط السلوك الاستهلاكي:
الفردي والاشتراكي والتنظيمي والحكومي، وأهمية الترشيد والتوجيه والحماية بعيدا عن الملوثات في الغذاء والدواء والشراب.
3- أنماط السلوك الاجتماعي:
وضرورة الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد والقيم الموجبة للفرد والأسرة.
4- أنماط السلوك الأسري:
وأهمية الربط بين القيم والحضارة والثقافة العربية والإسلامية لمواجهة التيار العالي المعاكس.
5- السلوك الثقافي:
وضرورة التفرقة بين الثقافات والموجب والسالب والوطني والوافد.
6- السلوك الإداري:
وأهمية تجنب الصراعات والمشكلات التي تقلل من فعاليات تشغيل الموارد البشرية في العمل.
7- السلوك الحكومي والتشريعي:
وأهمية فرض الضوابط والعقود على انتشار التلوث البيئي ضمانا لانطلاقة التنمية المتواصلة.
8- السلوك الاقتصادي:
من خلال تجنب تقليد الاقتصاديات الدولية وتطبيق آليات اقتصادية وطنية لمواجهة المنافسة العالمية.
9- نشر ثقافة إدارة الجودة الشاملة والمواصفات العالمية وإعادة هندسة المنظمات والأسرة لمواجهة الصراعات والمنافسة الخارجية.
10- توفير ضمانات حقوق الأجيال القادمة في الموارد والتنمية المتواصلة.
II- إستراتيجياتها :
1- النمو التراكمي:
بربط اتجاهات النمو الاقتصادي بالقضاء على الفقر وتحسين البيئة المحيطة.
2- النمو الاقتصادي النظيف:
بأقل قدر من الطاقة الكثيفة، وبالتوفيق مع التنمية الاجتماعية، أي ربط التنمية الاقتصادية الاجتماعية والتنمية البشرية.
3- توليد الوظائف وفرص العمل:
من خلال ترشيد الاستهلاك والإعلان عن سلوك استهلاكي
جديد يقلل من الفاقد ويزيد من قاعدة المستفيدين، ويؤدي ذلك إلى زيادة
الادخار ثم الاستثمار.
4- تأكيد معدل منتظم لزيادة السكان.
5- تشجيع الإنتاج كبير الحجم بعيدا عن تلوث الهواء والمياه.
6- إعادة توجيه التكنولوجيا وإدارة المخاطر لإطالة أعمار المنتجات والمواد وتخفيض استهلاك الطاقة.
7- أخذ المتغيرات البيئية بعين الإعتبار في اتخاذ القرارات الاقتصادية.
8- ترشيد العلوم والتكنولوجيا لخدمة الإنتاج بالجودة الشاملة والمواصفات العالمية والبيئة النظيفة
9- دور المدراء في تحقيق التنمية المتواصلة.
وتوضح المؤشرات التالية الموقف التطبيقي لمؤشرات التنمية المستديمة في الدول العربية حيث توضح:أ- تدهور مستويات الرعاية الصحية.ب- مشاكل المياه النظيفة.ج- أزمات الصرف الصحي وانعكاساتها على الرعاية الصحية والصحة العامة (الوقاية والعلاج).د- مشكلة الأمية وتأثيراتها على معدلات التنمية المتواصلة.المبحث الثاني: محاور أساسية في التنمية المستدامة
إن التنمية المستدامة مسار يعكس قابلية مجموعة من
السكان على تنمية ثرواتها باستمرار، وكذا أنماطها الفكرية وتنظيمها
الاجتماعي حيث شملت أبعاد رئيسية: اقتصادي،
اجتماعي، بيئي، ومن هذا المنطلق تم صياغة مجموعة من المؤتمرات التي تقضي
بإدماج مختلف مكونات التنمية المستدامة، وحتى تتم هذه الأخيرة يجب توفر
مجموعة من المصادر والآليات لتمويلها، وبهذا تضمن هذا المبحث ثلاثة مطالب
وهي:
- أبعاد التنمية المستدامة؛
- مؤتمرات التنمية المستدامة؛
- مصادر وآليات تمويل التنمية المستدامة.
المطلب الأول: أبعاد التنمية المستدامة:
بالرغم ممن تعقيدات وتشابك مفهوم التنمية
المستدامة، فهناك إجماع على أن هذه الأخيرة تمثل العناية المرغوب فيها
والمأمول تحقيقها بما يخدم البشرية حاضرا ومستقبلا، وقد مست ثلاثة أبعاد
رئيسية وهي:
I- البعد الاقتصادي:
أ- مفهوم التنمية الاقتصادية:احتلت التنمية الاقتصادية مكانا هاما سياسيا واجتماعيا منذ 1945، حيث أعطيت لها عدة تعاريف من بينها:- أنها
تقدم المجتمع عن طريق استنباط أساليب إنتاجية جديدة أفضل ورفع مستويات
الإنتاج من خلال إنهاء المهارات والطاقات البشرية وخلق تنظيمات أفضل، هذا
فضلا عن زيادة رأس المال المتراكم في المجتمع عبر الزمن.- أيضا: "إنها العملية التي بمقتضاها يتم دخول الاقتصاد القومي مرحلة الانطلاق نحو النمو الذاتي".كذلك تعتبر زيادة الدخل القومي الحقيقي للنظام الاقتصادي خلال فترة ممتدة من الزمن بحيث يفوق معدل التنمية معدل زيادة السكان.غير
أنه برز اختلاف بين المصطلحين التنمية الاقتصادية والنمو الاقتصادي، حيث
يشير بعض الاقتصاديين على أنهما عملية واحدة وهي التغيير نحو الأحسن ويعني
ذلك زيادة الطاقة الإنتاجية للاقتصاد أي الاستثمار المنتج في تنمية
لإمكانات المادية والبشرية لإنتاج الدخل الحقيقي في المجتمع في حين يشير
البعض الآخر إلى استخدام مصطلح النمو الاقتصادي بشأن الدول المتقدمة
اقتصاديات، والتنمية الاقتصادية بشأن الدول الأقل تقدما.وتنطوي التنمية الاقتصادية على ثلاثة عناصر أساسية هي:- تغيرات في الهيكل والبنيان الاقتصادي.- إعادة توزيع الدخل لصالح الطبقة الفقيرة.- ضرورة الاهتمام بنوعية السع والخدمات المنتجة وإعطاء الأولويات لتلك الأساسيات.
2- أهدافها
أ- إشباع الحاجات الأساسية عن طريق زيادة الإنتاج وتحسين مستواه من أجل مواجهة الحاجات الأساسية للغالبية العظمة من الشعوب.
ب- تصحيح الاختلال في هيكل توزيع الدخول بما يضمن إزالة الفوارق بين طبقات المجتمع.
ج- العمل على الارتقاء بالجودة في الإنتاج.
د- رفع
مستوى المعيشة ويستدل عادة على حجم مستوى المعيشة عن طريق متوسط نصيب الفرد
من الدخل القومي، كما أنه يقترن بهيكل الزيادة السكانية وطريقة توزيع
الناتج القومي وتأهيل العنصر البشري.
ه- العمل على الحد من مشكلة البطالة.
و- زيادة دور القطاع في التنمية وفق آليات السوق.
II- البعد الاجتماعي:
1- مفهومه:
التنمية الاجتماعية هي زيادة قدرة الأفراد على
استغلال الطاقة المتاحة إلى أقصى حد ممكن لتحقيق الحرية والرفاهية، ويعتبر
البعد الاجتماعي بمثابة البعد الذي تتميز به التنمية المستدامة، لأنه البعد
الذي يمثل البعد الإنساني بالمعنى الضيق والذي يجعل من النمو وسيلة
للالتحام الاجتماعي ولعملية التطوير في الاختيار السياسي.كما يشترط في هذا الاختيار أن يكون قبل كل شيء لاختيار أنصاف بين الأجيال بمقدار ما هو بين الدول .ويجمع
أهل الاختصاص من المحللين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية أن مفهوم
العمل والبطالة قد اكتسيا أبعاد جديدة نهاية القرن 21، إذ تأثر مفهوم
التشغيل بالتطير الذي شهدته الحياة الاجتماعية، وبصورة عامة تظهر في ارتفاع
نسب التنمية والتطور الذي عرفته الدول وخاصة النامية منها، إذ أصبح يلاحظ
أنواع مختلفة للبطالة كالاختيارية –الإدارية- التقنية وبطالة أصحاب
الشهادات وغيرها، كما نتج عن التطور التكنولوجي ظهور مفاهيم جديدة للعمل
كالعمل عن بعد والعمل بالتناوب والعمل للحساب الغيروالمنظومة الاجتماعية تشمل ما يلي:- المساواة في التوزيع؛- الحراك الاجتماعي؛- المشاركة الشعبية؛- التنوع الثقافي؛- استدامة المؤسسات.
2- آثار البعد الاجتماعي:
يتمثل هذا البعد في عدم تهميش الجماعات وتدعيم
مقوماتها الثقافية والروحية، تتوقف الإستراتجيات المنسجمة مع التنمية
المستدامة على القيم الحاضرة، إذ لا يمكن التنبؤ بقيم الأجيال المستقبلية،
غير أن هذا لا يعطي مبرر لتدمير الهوية الثقافية السائدة، فذاك يجعل
الأفراد عرضة للعديد من أشكال الهيمنة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.يتمثل
التغير الاجتماعي الناجم عن استخراج الموارد على نطاق واسع في تدفق
الأشخاص الحاملين لأفكار جديدة وثقافات وقيم وتكنولوجيات، وهنا يمكن تدمير
أنظمة الإنتاج التقليدية والبيئة الاجتماعية وتبدو مثل هذه الآثار على
النحو الآتي
.أ- الآثار على السكان
تظهر خاصة من خلال إقامة مشروع في منطقة متخلقة
الذي يؤدي هذا الاحتكاك مع الأشخاص الذي لا يملكون الخبرة في التعامل مع
العالم الخارجي، وتظهر نتيجة هذا الاحتكاك في تدمير النسيج الاجتماعي، كما
قد يفضي إلى سوق الأشخاص من جراء تعرضهم للأمراض التي لا يملكون المناعة
ضدها.
ب- الترفع المادي:
ويظهر في نقل الأشخاص لغرض إقامة المشاريع الصناعية
سيما الإستراتيجية منها، أو بسبب فقدانهم للأراضي، وقد يرغمون على إعادة
الإنتشار بطريقة طوعية، ونتيجة تطهير فقدانهم للأراضي ومنح تسهيلات البناء
قد تؤدي إلى تدمير مواقع الثقافة والآثار القديمة.ج- الآثار
الديمغرافية: إن خسارة شعب ما تأتي من فقدانه للمعرفة والممارسات المرتبطة
بالقوة العاملة لنظم الإنتاج التقليدية ومثال على ذلك وجود تجمعات كبيرة
من العمال في موقع معين من شأنه أن يؤدي إلى مشاكل عديدة كالعنف وانتقال
الأمراض كالإيدز.
د- الاعتماد على المساعدات الخارجية:
إن التنمية إذا لم تدرج بكيفية مدروسة كاستخراج
المشاريع للموارد الطبيعية الذي يحقق لها فوائد هامة كالتشغيل وإقامة
البنية التحتية والخدمات الاجتماعية قد تؤدي إلى التبعية للمساعدات
الخارجية، والذي ينجر عنها متاعب للأجيال الحاضرة والمستقبلية وذلك
باستنزاف ثرواتهم.
III- البعد البيئي:
1- البيئة:
البيئة كمصطلح واسع المدلول يشمل كل شيء يحيط
بالإنسان، وقد عرفها مؤتمر الأمم المتحدة للهيئة الإنسانية الذي عقد في
ستوكهولم 1972 بأنها: "رصيد الموارد المادية والاجتماعية المتاحة في وقت ما وفي مكان ما لإشباع الإنسانوتطلعاته".
كما تعرف أيضا: "بالمجال الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على كل الموارد اللازمة لإشباع حاجاته فيؤثر فيه ويتأُثر به".ولقد
أصبحت البيئة محددا عالميا يفرض نفسه ويؤثر على التعاملات الاقتصادية
والتجارية والعلاقات الدولي المعاصرة، وأصبح الاهتمام بها من أهم المقاييس
لتقييم حضارة الدول، والبيئة والتنمية أمران متلازمان، بعد المزيد من
الاهتمام التي حظيت به على المستوى العالمي للتجاوز تلوث الحدود الجغرافية
والسياسية للدول فينتقل عبر الماء والهواء والكائنات الحية.وقد
أكدت تقارير البنك الدولي في العقد الأخير على الاهتمام بالبيئة كركن
أساسي في التنمية للحفاظ على الموارد الطبيعية من الاستنزاف والتدهور
لمصلحة الجيل الصاعد والأجيال المستقبلية كما شارك في تحفيز الدول الأعضاء
بالاهتمام بإصدار التشريعات الخاصة بحماية البيئة ومصادر الطاقة والاهتمام
بدراسته علوم البيئة، وهذا كله يتطلب ترشيد استخدام الموارد غير المتجددة،
وعدم تجاوز قدرة الموارد المتجددة على تجديد نفسها، وعدم تجاوز قدرة النظام
البيئي على هضم المخلفات التي تقذف بها حتى لا يتلوث تلوثا يضر بالإنسان
والحيوان.وقد أسس التزاوج بين تحقيق التنمية وحماية البيئة ولادة فرع جديد من العلوم الاقتصادية سمي بالاقتصاد البيئي.
2- أهدافها:
أ- المحافظة على البيئة الطبيعية.ب- توظيف البيئة المادية بعيدا عن التلوث.ج- نشر الوعي بالبيئة الثقافية والاجتماعية والحضرية.د- التعريف بالتوازن البيئي.ه- حماية البيئة من جميع التلوث والاستنزاف.و- استخدام التكنولوجيا النظيفة .ز- تحقق التنوع السيولوجي والمحافظة على تنوع الأحياء
المطلب الثاني: مؤشرات التنمية المستدامة
إن التفكير بالديمومة أدى بشكل معمق إلى تطوير
أدوات قياس التنمية التي كان دورها خلال فترة طويلة مقتصرة على ملاحظة
معدلات النمو الاقتصادي، وفي مطلع التسعينات استكملت عن طريق صياغة مؤشرات
تنمية مستدامة الغرض منها الإحاطة بالأبعاد البيئية، الاجتماعية
والاقتصادية.لقد ظهرت مؤشرات التنمية
المستدامة تحت ضغط المنظمات الدولية على رأسها الأمم المتحدة، والتي أتت
بعدة برامج لصياغتها ومن أهمها برنامج الأمم المتحدة لجنة التنمية
المستدامة المنبثقة عن قمة الأرض الذي تضمن نحو 130 مؤشر مصنفا إلى أربعة
أنواع رئيسية : اقتصادية، اجتماعية، بيئية، مؤسسية.وقد تم تصنيف مؤشرات التنمية المستديمة إلى ثلاث أنواع رئيسية:- مؤشرات القوى الدافعة: وتصنف الضغوطات التي تمارسها الأنشطة والأنماط.- مؤشرات الحالة: وتقدم لمحة عن الحالة الراهنة مثل نوعية الماء والجو.- مؤشرات الاستجابة: تلخص التدابير المتخذة.
I- المؤشرات الاقتصادية
أ- نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي:
يعد المؤشر من مؤشرات القوة الدافعة للنمو
الاقتصاد\ي حيث يقيس مستوى الإنتاج الكلي وحجمه ومع أنه لا يقيس التنمية
المستدامة قياسا كاملا فإنه يمثل عنصرا م هما من عناصر نوعية الحياة.وقد
شهد نصيب الفرد العربي ارتفاعا 2096 دولارا عام 1995 إلى 2492 دولارا عام
2003 غير أنه ما زال منخفضا مقارنة مع 7804 دولار على المستوى العالمي،
و4054 دولار على صعيد الدول النامية.
ب- نسبة إجمالي الاستثمار إلى الناتج المحلي الإجمالي:
ويقصد بهذا المؤشر الإنفاق على الإضافات إلى الأصول
الثابتة الاقتصاد كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، حيث يقيس نسبة
الاستثمار إلى الإنتاج.وتشير الإحصائيات إلى انخفاض هذا المؤشر خلال 15 سنة الماضية من 21.9% في عام 1990 إلى 20.5% عام 2003، وتتفاوت النسبة بين الدول العربية ففي قطر وصلت إلى 31.5% أما في الجزائر بلغت 29.8% سنة 2003.
ج- رصيد الحساب الجاري كنسبة مئوية من الناتج الإجمالي:
يقيس مؤشر رصيد الحساب الجاري درجة مديونية الدول
ويساعد في تقييم قدرتها مع تحمل الديون، ويرتبط هذا المؤشر بقاعدة الموارد
من خلال القدرة على نقل الموارد إلى الصادرات بهدف تعزيز القدرة على
التسديد، وفي هذا الصدد نلاحظ أن الجزائر حققت فائض في الحساب الجاري
للناتج المحلي الإجمالي قدر ب 13.4% في حيث حقق الحساب الجاري للبنان عجز قدر ب 30% 2003..
د- صافي المساعدة الإنمائية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي:
يقيس هذا المؤشر مستويات المساعدة مسيرة الشروط
التي تهدف إلى النهوض بالتنمية والخدمات الاجتماعية وهو ير د بصورة نسبة
مئوية من الناتج الوطني الإجمالي.
II- المؤشرات الاجتماعية:
أ- مؤشر الفقر البشري:
هو مؤشر مركب يشمل ثلاثة أبعاد بالنظر إلى البلدان النامية وهي:حياة
طويلة وصحية (نسبة مئوية من الأشخاص الذين لا يبلغون سن الأربعين)، توافر
الوسائل الاقتصادية (نسبة مئوية من الأشخاص الذين لا يمكنهم الانتفاع
بالخدمات الصحية والمياه).وحسب الإحصائيات ف ق انخفضت نسبة الفقر المطلق في العالم العربي من 1972 إلى سنة 2002 في
المتوسط من 10، 10% إلى 2.6% أما الفقر العادي فقد انخفضت نسبته من 38%
إلى 30%، ويرجع الإنخفاض إلى تأثير توزيع وإعادة توزيع المداخيل النفطية
والتشغيل المكثف في القطاع العام.
ب- معدل البطالة:
ويشمل جميع أفراد القوى العاملة الذي ليسوا موظفين ويتقاضون مرتبات، أو عاملين مستقلين كنسبة مئوية من القوى العاملة.وبما أن معظم سكان الدول العربية هم شباب فإن معدلات البطالة ارتفعت وتخطت 10% وقد
اشترت بدرجات متزايدة خاصة بين الداخلين لسوق العمل من خريجي الجامعات
ونسبة أكثر بين الإناث، ويقدر عدد الداخلين في السوق ب 47 مليون طالب عمل
بحلول 2001.
ج- نوعية الحياة:
يستخدم هذا المؤشر لقياس عدد الأشخاص الذين لا
يتوقع لهم أن يبلغوا سن الأربعين كنسبة مئوية من مجموع السكان، وكذلك نسبة
السكان الذين لا يتيسر لهم الانتفاع بالمياه المأمونة والخدمات الصحية
ومرافق التنظيف الصحي والتي تعد مسألة أساسية للتنمية المستدامة.
د- التعليم:
يستخدم التعليم لقياس نسبة الأشخاص الذين تتجاوز
أعمارهم 15 سنة والذين هم أميون والمعدل الإجمالي للالتحاق بالمدارس
الثانوية والذي يبين مستوى المشاركة في التعليم الثانوي.وقد
بلغت نسبة الشباب في سن الدراسة في التعليم العالي (18-24 سنة) الذين
يزاولون دراساتهم العليا في سنة 2001 حوالي 20% من هذه النسبة تفوق
متطلباتها في الدول النامية والمقدرة في المتوسط ب 12% في حين يشكل الأميون
من 39% من السكان البالغين في الوطن العربي.
ه- معدل النمو السكاني:
يقيس هذا المؤشر معدل النمو السكاني للسنة ويعبر
عنه كنسبة مئوية ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة يقدر متوسط معدل النمو
السكاني العربي خلال الفترة 1995-2003 بنحو 2.4% متراجعا من حوالي 2.4%
خلال الفترة 1985-2000؛ ومن المتوقع أن يستمر اتجاه النمو السكاني.
III- المؤشرات البيئية:
أ- نصيب الفرد من الموارد المائية:
ويرتبط هذا المؤشر بظاهرتين رئيسيتين:الأولى
معدل النمو السكاني والمتغيرات الديمغرافية، والثانية ارتفاع مستويات
المعيشة الناجم عن إعادة توزيع الدخول التي تستهدفها بعض برامج التنمية
الاقتصادية.
ب- متوسط نصيب الفرد من إجمالي الأراضي المزروعة:
بين هذا المؤشر نصيب الفرد بالهكتار من إجمالي
الأرض المزروعة، وشهد هذا المؤشر انخفاضا ملحوظا خلال العشر سنوات الأخيرة
حيث انخفض من 0.27% هكتار للفرد في عام 1995 إلى 0.23 هكتار للفرد في عام 2003، ويرجع هذا الإنخفاض إلى ارتفاع معدل النمو السكاني.
ج- كمية الأسمدة المستخدمة سنويا:
يقيس كثافة استخدام الأسمدة ويقاس بالكيلوغرام
للهكتار، وعلى الرغم من ارتفاع استهلاك الأسمدة على مستوى الوطن العربي من
16.6 كغ عام 1970 إلى 44.9 كغ للهكتار عام 1998، غير أنه ما زال أقل بكثير
من المتوسط العالمي والبالغ 105.4كغ.
د- التصحر:
يقيس هذا المؤشر مساحة الأراضي المصابة بالتصحر ونسبتها إلى المساحة الإجمالية للبلد، وقد بلغت نسبة التصحر في الوطن العربي حوالي 68.1% من المساحة الإجمالية.
ه- التغير في مساحة الغابات:
يشير هذا المؤشر إلى التغير الذي يحصل مع مرور
الوقت في مساحة الغابات بنسبة مئوية من المساحة الإجمالية للبلد، وقد شهد
هذا المؤشر تدهورا كبيرا خلال الفترة 1995-2002، حيث كانت نسبة لتغير
(-0.88%) ففي الوقت الذي كانت فيه الغابات تغطي نحو 6.42% من المساحة
الإجمالية للوطن العربي عام 1995، أصبحت تشكل 6.06% فقط، وهي نسبة متدنية
بالمقارنة مع المعايير الدولية التي تحدد مؤشرها بنسبة 20% من المساحة
الإجمالية لكل بلد.
VI- المؤشرات المؤسسية:
أ- خطوط الهاتف الرئيسية لكل 100 نسمة: يعد أعم مقياس لدرجة تطور الاتصالات السلكية واللاسلكية في أي بلد.ب- المشتركون
في الهاتف النقال لكل 100 نسمة: يشير هذا المؤشر إلى عدد مستعملي الهواتف
النقالة والمشتركين في خدمة هاتفية متنقلة عمومية آلية تتيح النفاذ إلى
الشبكة الهات