السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيجهوت (والتر ـ)(1826 ـ 1877م)
والتر بيجهوت Walter Bagehot من كبار رجال الاقتصاد والسياسة في بريطانية، في القرن التاسع عشر.
ولد في لونغ بورت بتاريخ 3 شباط 1826م، وكان في طفولته وشبابه طالب علم متفوقاً، حصل على شهادة الإجازة (البكالوريوس) في الأخلاق والفلسفة بدرجة الشرف، وعلى درجة الماجستير مع ميدالية ذهبية، وبعد تخرجه بثلاث سنوات درس مهنة المحاماة، ولكنه لم يمارسها، واتجه نحو الكتابة والأدب، وعمل في أحد المصارف، وحلَّ فيما بعد محل والده نائباً لرئيس مصرف سومرست شاير، وكتب سلسلة من المقالات الأدبية حول ميلتون وشكسبير وغييون ووالتر سكوت، فضلاً عن دراسات حول أبرز القادة السياسيين الإنكليز في القرن الماضي.
وكان احترافه مهنة الصحافة مجرد مصادفة، فقد كتب عدة موضوعات اقتصادية لفتت انتباه جيمس ويلسون مؤسس صحيفة «الاقتصادي» ـ ايكونوميست ـ، وكان عضواً بارزاً في البرلمان وأمين سر الخزينة في حكومة اللورد بالمرستون. وتزوج بيجهوت كبرى بنات ويلسون، وقد استُدعي هذا الأخير للذهاب إلى الهند لإعادة تنظيم الأمور المالية للحكومة الهندية، وتوفي في كلكوتا عام 1860م، وأصبح بيجهوت بوفاة ويلسون مسؤولاً عن صحيفة «الاقتصادي«، ولمدة سبعة عشر عاماً أخذ بيجهوت يكتب الموضوعات الرئيسية في الصحيفة، ووسع نطاق الكتابة فيها فتناول الإحصاء والأمور المالية والسياسية، مما جعله من أبرز الصحفيين وصارت «الاقتصادي» من أهم الصحف السياسية في العالم، واستمرت محافظة على مركزها فيما بعد لمدة تتجاوز القرن من الزمن.
كان بيجهوت حجة في الشؤون المصرفية والمالية، ونشر عام 1867م كتاباً عن «المؤسسة الإنكليزية» لكشف مركز الثقل الفعلي في النظام السياسي الإنكليزي، وكان من أوائل الذين لاحظوا القوة المهيمنة للحزب في المجلس حين يملك أغلبية فعالة. وكتاباً آخر «عن الدستور الإنكليزي» غدا من روائع أكسفورد. وفي عام 1872م نشر كتاب «الفيزياء والسياسية»، وفي عام 1873م نشر كتاباً عن تنظيم السوق المالية في لندن (لومبارد ستريت) طبع سبع طبعات متوالية، وبعد وفاته نُشر له كتاب «دراسات اقتصادية» 1881م وهو مجموعة مقالات ودراسات وُجدت بين أوراقه.
على الصعيد النظري كان بيجهوت من أنصار ريكاردو، والمذهب الليبرالي الاقتصادي المحافظ، ولم يكن يؤمن بجدوى تطبيق العلوم الاقتصادية إلا في البلاد ذاتالتجارة الواسعة والتي تتبع المنافسة الحرة، وهي الشروط الأكثر تحققاً في بريطانية العظمى، ومع أنه كان من أنصار المنهج التجريدي، إلا أنه كان يؤكد، مع ذلك، أن هذا المنهج لايتناقض بالضرورة مع المنهج التاريخي.
منقــول للأمــــــــــــــــــــــــــــانة
أنتظر ردوكـــــــــــــــــــــــــــــــم
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام