[right]: نشأة وتعريف البنوك التجارية:
ارتبطت
نشأة البنوك التجارية تاريخيا بنشأة النظام الإنتاجي الرأسمالي. فقد كان التراكم
البدائي لرأس المال هو الشرط الضروري لميلاد الرأسمالية
(1). فنشأة
البنوك التجارية كانت من خلال تطور نشاط الصيارفة الذين كانوا يقبلون الودائع
مقابل إيصالات أو شهادات إيداع بمبلغ الوديعة ويحصلون مقابل ذلك على عمولة وقد لاحظوا
بمزاولتهم لهذا النشاط أن جزءا كبيرا منها لا يسحب فقاموا بإقراض هذه الودائع،
وهكذا ورثت البنوك التجارية هذه الوظائف عن
الصيارفة، فظهر أول بنك سنة 1517م بالبندقية، ثم بنك أمستردام عام 1609 م،
ومنذ بداية القرن 18أخذ عدد البنوك التجارية يزداد تدريجيا ومع انتشار الثورة
الصناعية في أوروبا ظهرت الشركات ذات الحجم الكبير وبرزت الحاجة إلى بنوك كبيرة
الحجم لتمويلها.
وقد كان لظهور النقود أثر كبير على زيادة الإنتاج وتطويره مما أدى إلى
ازدهار التجارة الخارجية بمساعدة رأس المال التجاري وزادت الحاجة إلى
القروض، ولذلك تغير وجه الرأسمالية الربوية القديمة ولم تعد مهمتها إقراض المحتاجين
للاستهلاك بل تنوعت عملياتها ومهدت للرأسمالية المصرفية التي تمتلك البنوك في
تجارة النقود. وبصعود النظام الإنتاجي
الرأسمالي الذي واكب الثورة الصناعية الكبيرة التي غيرت من حجم المشروعات الصناعية،
ذلك أن الصناعة الآلية الكبيرة تتطلب الأموال الضخمة، بدأت البنوك تعتبر جهاز فعال
في خدمة الرأسمالية الصناعية من خلال تجميع المدخرات وإقراضها لرجال الصناعة وأصبحت
وسيطا ماليا بين الرأسماليين والمدخرين.
(1) أسامة محمد الفولي، مجدي شهاب، مبادئ النقود
والبنوك، الدار الجامعية الجديدة للنشر الإسكندرية، 1999 ص 166
2- تعريف البنك التجاري:
للبنك التجاري عدة تعاريف، فهناك من يعرفه على
أساس لغوي ، وهناك من يعرفه حسب
يقال بالعربية: صرف الدنانير أي
بدلها بالدراهم أو دنانير سواها. والصراف أو الصيرفي – وجمعها صيارفة – وهو بياع
النقود بنقود غيرها. والصرافة أو الصيرفة هي حرفة الصراف والمصرف
(وهي كلمة محدثة ) وجمعها مصارف تعني المؤسسة المالية التي تتعاطى الاقتراض
والإقراض.
وكلمة بنك أصلها الكلمة الإيطالية Banco وتعني مصطبة،
وكان يقصد بها في البدء المصطبة التي يجلس عليها الصرافون لتحويل العملة، ثم تطور
المعنى ليقصد بالكلمة المنضدة التي يتم فوقها تداول العملات ثم أصبحت في النهاية
تعني المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتجري فيه المتاجرة بالنقود
(1). 2-2- تعريف البنك حسب أنشطته:
البنوك
التجارية هي المؤسسات التي تقوم بصفة معتادة بقبول الودائع تحت الطلب أو لأجال محددة،
وتزاول عمليات التمويل الداخلي والخارجي وتباشر عمليات تنمية الادخار والاستثمار
المالي في الداخل والخارج (2).
كما
تعرف بأنها تلك المؤسسات غير المتخصصة المتمثلة في مشروع رأسمالي يتعامل في النقود
إقراضا واقتراضا ويأ خد شكل مؤسسة نقدية كبيرة ذات فروع تغطي في الغالب الجزء الأكبر
من إقليم الدولة، وتقوم بجمع الأموال في صورة ودائع لتوظيفها في عمليات إقراض للأفراد
والمشروعات والدولة فهي تقبل الودائع الصرفية، وتخلق الودائع بمناسبة الاقتراض
وتنقل الودائع بين عملاء البنك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شاكر القزويني، محاضرات في إقتصاد البنوك ديوان المطبوعات
الجامعية، الجزائر 1992، ص24
(2) حسين بني هاني، اقتصاديات النقود والبنوك دار الكندي للنشر
والتوزيع الأردن 2003. ص206.
وتعطى هذه الودائع في مقابل الكمبيالات أو الأوراق
الحكومية والأوراق المالية بصفة عامة .كما أنها تتعامل في الصرف أي في بيع وشراء
العملات الأجنبية بالعملة الوطنية وتقوم بعمليات تمويل التجارة الخارجية. والبنك
التجاري وان قام بتجميع مدخرات الأفراد والمنشات لوضعها تحت تصرف المشروعات لاستخدامها
كرأسمال متداول، إلا أن جل
عملة يتمثل في خلق وسائل دفع في صورة نقود
مصرفية، عن طريق منح الائتمان (القروض) (1).
ومن خلال كل ما سبق يمكن أن نستنتج أن النشاط الأساسي للبنك هو تعبئة الادخار بمعني جمع الودائع
ومنح القروض وتمويل المشروعات بالأموال اللازمة لها وهو بذلك يمارس دور
الوسيط بين المدخرين والمستثمرين بالإضافة إلى أنشطة أخرى تطورت مع الزمن
[/right]