دليل الاختبار الشفوي لمسابقات الوظيف العمومي.

دليل الاختبار الشفوي لمسابقات الوظيف العمومي.

أعتقد أن الاختبار الشفهي نشأ فى أحضان شريحة المواقف والمعلومات والمعارف
والمهارات التي لا يصلح فيها آى اختبار آخر ، تحريرياً كان أم ذاتياً إجرائياً
، حيث لا يمكن قياس هذه الشريحة إلا من خلال التعبير اللفظى ، ولعل أبرز
دليل على ذلك ميدان تعليم اللغات خاصة مهارة الكلام ، فلا يمكن قياس مهارات
الكلام عند شخص ما إلا من خلال الكلام ولا غي (اللغة هى الكلام).
فإذا كان السؤال فى أى اختبار هو : مجموعة من الكلمات تشكل مشكلة أو أمراً
يحتاج إلي حل / توجيه إلى شخص ما بحيث يفهم المقصود بها ، ويعمل فكره فيها
، ويستجيب لها بشكل ما يفهمه من وجه السؤال في البداية ، فإن الإجابة عن
هذا السؤال قد تأخذ شكلاً تحريرياً ، أو أدائياً ، أو شفهياً طبقاً لطبيعة
السؤال ، فإذا كان من الممكن إجابة السؤال تحريرياً فإنه لا يصلح لأن يكون
سؤالاً شفهياً ، أما إذا كان من الممكن إجابة السؤال أدائياً فإنه يصلح لأن
يكون سؤالاً شفهياً إذا كان الأداء في المادة أو الشريحة المعرفية التى انبثق
منها السؤال لا يظهر إلا من خلال الأداء الشفهى .

لذلك نقول إن الإمتحان الشفهي هو المقابل فى مواد عديدة للإمتحان الأدائي ،
وهو فى ذات الوقت المقابل لآى اختبار لهؤلاء ذوي القدرة الشفهية العالية مع
قدرات أخري ضعيفة مثل :

- الأداء فى اللغات .
- الأداء فى الدعوة ونشر الأفكار والإقناع .
- الأداء فى المجادلات والمناظرات .
- الأداء فى ترجمة المشاعر والأحاسيس ونقلها .
- الأداء فى فى التدريس والتعليم .
- الأداء فى مواقف الشرح والتفسير الكلامي .
- الأداء فى مواقف الإرشاد والتوجيه الكلامي .
- الأداء فى اثارة الحماسة والدافعية .
- الأداء فى قياس ثبات المعرفة بعد الامتحان التحريري .
- الأداء في سبر الأفكار وتعمقها .
- الأداء فى قياس ما وراء المعرفة (ما بين السطور وما بعدها).
- الأداء في المناقشات والحوارات – الأداء التفاوضى .
- كشف بعض الجوانب النفسية .
- كشف جوانب خفية من الشخصية .
- كشف الجوانب العقلية الفكرية.
- كشف الجوانب اللغوية الدلالية .
- كشف الجوانب الصوتية التعبيرية .
- كشف الجوانب الملمحية .

والامتحان الشفوى فى ضوء هذا يتيح الفرصة لقياس الأداء فى هذه الأمور فى
سياق حقيقى.

وقد يكون الغرض من الاختبار الشفهي هو تحديد مدى قدرة الطالب على التفاعل
مع أعضاء لجنة الاختبار ، والحصول على معلومات كافية عن قدراته المنطقية
التعليلية ، واتساع أفقه ، وتفتح ذهنه ، حيث إن الانطباع الذى يتركه الطالب
فى أعضاء اللجنة يكون خطيراً فى تحديد المرتبة النهائية للطالب.

وفى أثناء الاختبار الشفهى يتم وضع الطالب فى مواقف افتراضية مختلفة بدلاً
من المواقف الحقيقية التى يمارسها فى الاختبار العملى ، وفى كل مرة يأتى
الطالب بإجابة أو حل لتلك المواقف يقوم أعضاء اللجنة بتطوير المشكلة
وتنميتها وطرحها على الطالب مرة ثانية ، لأنهم يريدون أن يروا كيف يفكر
الطالب ويتفاعل تحت الضغط ، حيث يحتاج الطالب إلى اجابات محددة ،
والاستقرار على إجابة واحدة ، لأن ذلك يقدر مدى قدرته على اتخاذ القرار ،
وفى ظل هذا المعنى يمكن استخدام الاختبار الشفهى فى قياس العديد من الجوانب
أو الكشف عن العديد من الأبعاد .

ويستخدم الاختبار الشفوى فى قياس :
- التلقائية .
- الثقة بالنفس .
- سرعة البديهة .
- الخروج من المأزق .
- استدعاء المعلومات بسرعة .
- تنظيم الأفكار .
- إعمال العمليات العقلية العليا بسرعة (التحليل والاستنتاج والربط والتركيب) .
- تركيز الانتباه .
- القدرة اللغوية (إفهام الآخرين – النطق – الملاءمة للموقف).
- الاستشهاد والبرهنة و التدليل وضرب الأمثلة .
- الجانب الصوتي فى الإجابة الشفهية.
- الجانب الملمحى .
- قياس الاستراتيجية العقلية How to think

ولعل المبرر الوحيد لاستخدام الاختبار الشفوى فى غير المواقف اللغوية
الكلامية بحكم طبيعتها هو التعمق أو السبر أو التعليل ذلكالذى لا يتوفر
بشكل كامل وعديد فى الاختبارات التحريرية و الأدائية الإجرائية التطبيقية .

لذلك من وظائف الأسئلة التى تحتاج إلى الشفاهية أكثر من التحريرية
والأدائية ما يلي :

1- الاستيضاح وتنمية المشكلة : ماذا تقصد ؟ حدد ماذا تود أن تقول ؟ هات
دليل؟ هات مثال.
2- التعليق والتعمق : ما سبب ذلك ، لماذا حدث هذا؟ هل له سبب آخر ؟ لماذا
لم يحدث بشكل آخر ؟ لماذا قلت هذا ؟
3- التركيز مثل : عند الإجابة الصحيحة (هذا صحيح : وما صلة هذا بكذا؟).
4- التذكير والاستنتاج مثل : رتب من حيث القوة الحركات فى اللغة العربية ؟
لا أعرف.
- هل السكون حركة ؟ لا.
- اذن ما الحركات ؟ الفتحة ، الضمة ، الكسرة.
- أليس الكسر أقوى الحركات ؟ بلى
- أليس الضم أقل الحركات قوة ؟ بلي
- هل تستطيع أن ترتب الحركات إذن ؟
5- معرفة الأراء الأخرى مثل :
هل توافق فلاناً ؟ هل تضيف شيئاً ؟ هل لديك إجابات أخرى؟
6- سبر ما بين السطور : مثل :
ماذا تود أن تقول هذه النظرية ؟ ماذا يريد الكاتب من فكرته هذه؟ لو فرض
وقال كذا بدلاً من كذا ؟ هل تظل موافقاً؟ .. الخ

• اذن عملية تقدير الأداء بالاختبار الشفوى ينبغي أن تأخذ في اعتبارها أمرين :

1- أن يسأل الطلاب لأداء شئ لا تكون أداته إلا اللغة الشفهية فقط أي لا
يمكن أن يتم الأداء إلا بالكلام.
2- أن يحكم على الأداء بواسطة حكام متخصصون خبراء مؤهلين.
ولكن تجابه الاختبار الشفوى مشكلتان هما :
• مشكلة الصدق والثبات (الموضوعية) لطغيان الذاتية عليه.
• مشكلة أن يستغرق وقتًا طويلاً لكثرة أعداد الطلاب و لأنه اختبار فردى وليس
جماعيًا.

وللتغلب على مشكلة الصدق والثبات أى (الموضوعية) ظهرت محاولات تمت فى ميدان
تعليم اللغات خاصة فيما يتصل بمواقف الكلام ، من ذلك أداة تقدير مهارات
الكلام الأتية :

أولا : الجانب الفكري:

1- فكرته الرئيسية محددة .
2- فكرته جديدة ومبتكرة .
3- أفكاره متوالدة .
4- أفكاره متسلسلة مترابطة .
5- أفكاره واضحة تفهم بسهولة.
6- لديه ثروة متنوعة من الأفكار .
7- لديه ثروة متنوعة من الخبرات .
8- لديه ثروة متنوعة من المعلومات و المعارف.
9- معلوماته دقيقة وصحيحة .
10- أفكاره ممتعة ومشوقة.
11- يستشهد ويبرهن على ما يقول .

ثانيًا : الجانب اللغوى :

1- يستخدم الفصحى دون تكلف .
2- كلماته موحية .
3- جمله مباشرة ومركزة .
4- جمله متنوعة .
5- جمله واضحة ومفهومة .
6- يشتق ويولد فى اللغة .
7- ثروته اللغوية وفيرة .
8- تراكيبه اللغوية صحيحة .
9- ضبطه النحوى سليم .
10- يشبه ويستعير .

ثالثاً : الجانب الصوتي

1- صوته واضح .
2- صوته واثق متدفق .
3- مخارج حروفه دقيقة .
4- طبقة صوته مناسبة للمقام وللمقال.
5- ينطق الكلمات بعناية .
6- يعبر بصوته عن المعانى .
7- يقف بصوته الوقفات الصحيحة .
8- طبقة صوته مريحة .
9- يتحدث بسرعة تناسب المستمعين .
رابعا : الجانب الملمحى :
1- تعبير وجهه يقوي معانيه.
2- يشرك جسمه فى التعبير.
3- يمثل المعانى ويجسمها.
4- ينظر فى أعين المستمعين .
خامساً : الجانب التفاعلى الإلقائي .
1- يثير مستمعيه ويستميلهم .
2- يحترم المستمعين ويجاملهم .
3- يثرى حديثه بعروض مرئية .
4- يوجز ويركز .
5- يثير المناقشات فى الوقت المناسب .
6- يستمع بعناية لأسئلة المستمعين وأرائهم .
7- يتوقف أحياناً للإثارة والتشويق .
8- يفاكه المستمعين .
9- يوجه حديثه ويغيره عند الضرورة .
10- يحكي فى الوقت المناسب.
11- يسرد فى الوقت المناسب .
12- يختم حديثه بصورة مريحة .
13- يلخص حديثه فى ضوء هدفه .
14- يترك انطباعاً بالرضا عند مستمعيه .

بعض مقومات الاختبار الشفهي :

1- أن تحدد أغراض الاختبار ، والغرض من كل سؤال فى ضوء أنه لا يمكن قياس
هذا الغرض إلا بالاختبار الشفهى .
2- أن تكون الأسئلة فى صورة محددة ، مصاغة صياغة واضحة ومعبرة بحيث لا يكون
لها أكثر من معنى عند الطلاب ، ويفضل طبعاً لو وضع ذلك فى شكل بطاقة تقدير .
3- أن توزع الأسئلة على على الطلاب توزيعاً عادلاً ومتزناً .
4- أن يقدر الوقت فى ضوء هدف هدف السؤال ، سواء الوقت ما بين طرح السؤال
والإجابة ، أو الوقت المتاح للإجابة نفسها .
5- أن تركز الأسئلة عادة على : كيف ؟ ولماذا ؟
6- ألا يأخذ طرح السؤال شكلاً محبطاً ، فهناك من الأساتذة من يوجه أسئلته
بطريقة تنم عن التهكم والايحاء بأن الطالب لن يستطيع الإجابة .
7- الاستماع باهتمام لإجابات الطلاب حتى يمكن تقويم الإجابة تقويماً موضوعياً .
8- يمكن استخدام تعبيرات التعزيز السلبى المشجعة مثل : (لم أتوقع منك هذه
الإجابة) – (حاول مرة أخرى ) ، (فكر أكثر – فكر بعمق).

ولما كان الاختبار الشفهى يقوم على الكلام إذن فنحن فى حاجة لأن نعرف ما
الكلام ؟
"الكلام هو فن نقل المعلومات والمعارف والخبرات والمشاعر و الأحاسيس و
الأراء والرؤى ، والحقائق والمبادئ والمفاهيم والنظريات من شخص لآخر ، بحيث
يقع كل هذا المستمع موقع القبول والتفاعل "

والكلام كعملية إجرائية تتكون من أربع عمليات هى :

1- عملية فكرية عقلية .
2- عملية لغوية أسلوبية .
3- عملية صوتية .
4- عملية ملمحية .

أرجو أن تعود عليكم بالفائدة هذه المعلومات، مع أرقى التحيات

منقول للإفادة.