[right]إدارة البنك لمحفظة الأوراق المالية الخاصة بالعميل وعقد صفقات الأوراق
المالية لحساب العملاء:
إن البنك كأمين استثمار غير ملزم في جميع الحالات بتنفيذ
كل ما يصدر إليه من تعليمات وتوجيهات خصوصا إذا كانت تضر بمصالح أصحاب المحافظ
المالية. فالرقابة تكون منهما معا .
1- إدارة المحافظ والرقابة المتبادلة:
لما كانت الوظيفة الأساسية للبنك كأمين استثمار
هي إدارة محفظة الأوراق المالية وفق الشروط التي يتضمنها عقد الأمانة، وهذا ما
يعرضه لنطاق العقوبة المقررة لخائن الأمانة إذ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سعيد سيف النصر
مرجع سابق ص108.
لم ينفد أوامر وتعليمات مدير المحفظة
في حدود معينة. وفي نفس الوقت يخول له القانون
الحق في مراقبة أعمال وتصرفات العميل.
وهذا يتطلب من البنك أن يتعامل مع كل محفظة
بحسب أسلوب تكوينها من جهة، ونوعية
التعليمات التي يتلقاها من مدير المحفظة من جهة أخرى.
وأسلوب إدارة البنك كأمين استثمار للمحفظة
المالية يتأثر تأثيرا مباشرا بطريقة تكوينها، حيث يندرج تكوين هذه المحافظ بين
الجمود والمرونة إلى:
أ- المحافظ ثابتة التكوين:
يقتصر تكوين هذه الحافظ على التعامل في أوراق مالية على
سبيل الحصر يتم اختيارها عند تكوين المحفظة، ولابد من المصادقة عليها بمعرفة
الجمعية العمومية للجهة التي تقوم بتكوين المحفظة، وأي تعديل لقائمة الصكوك لا يتم
إلا وفقا للإجراءات التي يتم بها تعديل نظام الجهة نفسها وبموافقة الجمعية
العمومية غير العادية لهذه الجهة.
وقد ينص في هذا النظام على الحالات التي ينبغي فيها إستبعاد بعض الصكوك من
المحفظة عن طريق بيعها، وتحديد الحالات التي تضاف فيها الصكوك إليها تحديدا شديدا
بحيث يمتنع على جهة الإدارة أن تستبعد صكا ما أو تضيف صكا آخر في غير الحالات
المحددة على سبيل الحصر في النظام الأساسي
(1).
هذا النوع من المحافظ يربح
البنك باعتباره أمينا للاستثمار، لكن قد يكون من المفيد التخلص من بعض الصكوك في
وقت ما أو إضافتها ويجد البنك نفسه محكوما بالنظام الأساسي للمحفظة.
ب- المحافظ شبه ثابتة التكوين:
تمثل هذه المحافظ
درجة وسطى بين المحافظ ثابتة التكوين والمحافظ المرنة، لأنها تخضع في تكوينها
لقواعد أقل جمودا. فالنظام الأساسي لتكوين هذه المحافظ يشمل على قائمة من الصكوك
التي يتعامل فيها، ويجوز الاختيار من بينها دون التقيد بها جميعا وعن التصرف
بالبيع في أحد الصكوك يكون من الواجب على أمين الاستثمار استخدام المبلغ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1) سعيد سيف النصر
مرجع سابق ص269.
المتحصل عليه
من البيع في شراء الصكوك الوارد ذكرها في القائمة التي ينص عليها النظام.
وإذا كان هذا النوع من المحافظ يمنح المدرين وأمناء الاستثمار بعض الحرية
في الاختيار، إلا أن استخدام كامل المبلغ المتحصل عليه من بيع بعض الصكوك في
شراء صكوك أخرى في فترة زمنية
محددة قد يؤدي إلى إساءة الاختيار مما يعود بالضرر على جميع المشاركين في المحفظة.
ج- المحافظ مرنة التكوين: تتنوع
الصكوك فيها إلى صكوك يتم التعامل فيها بصفة أصلية، وصكوك أخرى فرعية تتسع لكم
كبير من الصكوك تدرج كل منها في قائمة منفصلة. ويسمح هذا النوع من المحافظ بحرية
الحركة في اختيار الصكوك الرابحة في السوق ونقلها من القائمة الفرعية إلى القائمة
الأصلية، وهذا ما يمنح المدرين والبنك الحرية الكافية في إدارة المحفظة.
وإذا كان الأسلوبان الأول
والثاني يفظلان بالنسبة للمساهمين، حيث يقتصر دورهم على متابعة أسعار الصكوك، فإن
الأسلوب الثالث يعتبر الأفضل للمدرين وأمين الاستثمار. وتتوقف مدى الرقابة التي
يمارسها البنك على محافظ الأوراق المالية التي يديرها على نوعية التعليمات الصادرة
إليه من شركة الإدارة والتي لا تخرج في غالبيتها عن حالتين هما:
الحالة الأول:
عندما يطلب مدير المحفظة من البنك باعتباره أمين استثمار تنفيذ تعليمات محددة
كشراء أسهم وسندات شركات، فيجب على البنك الالتزام بها وعدم مخالفتها إلا للمقتضى،
وإذا تقاعس البنك عن تنفيذ هذه التعليمات كان مسؤولا عما ينجم عن عدم تنفيذها من
أضرار سواء لمدير المحفظة أو للمدخرين.
الحالة الثانية: عندما يعهد مدير المحفظة إلى البنك باعتباره أمين استثمار بمحفظة الأوراق
المالية لكي يتولى تنفيذ سياستها الاستثمارية ولا يصدر إليه أية تعليمات بشأنها،
وهي حالة ناذرة الحدوث. وكذلك إذا ترك له حرية شراء الأنواع التي يرغب في شرائها
من الصكوك وبيعها في أي وقت يحدده، واستبدال غيرها بها عن طريق إعادة توظيف الحصيلة
المجتمعة لديه من ثمن بيع الصكوك السابقة
وفوائدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي هذه الحالة تصبح للبنك فرصة واسعة في اختيار الأسلوب المناسب في تحويل
أموال
وموجودات محفظة الأوراق المالية حسب تحقيق مصلحة مدير المحفظة والمدخرين،
فلا
يلجأ إلى شراء الصكوك الرديئة أو يتجاهل اعتبارات السوق و إلا عد مسؤولا عن
تصرفاته، وعليه كلما أمكن استشارة مدير المحفظة.
وفي جميع الحالات، عندما يعهد
مدير المحفظة للبنك بموجودات المحفظة المالية يلتزم البنك بالمحافظة المادية على
الصكوك المكونة لها والمحافظة القانونية على حقوق العميل المرتبطة بهذه الصكوك و إلا
قام العميل بنفسه بخدمة تلك الصكوك، بالإظافة إلى التصرف
في هذه الصكوك تصرفا صحيحا يعود بالنفع على العميل بإجراء صفقات البيع
والشراء والاستبدال ونقل الملكية والتسجيل باسم المشتري الجديد وفقا لأوامر مدير
المحفظة. ويقتضي الإلزام بالحفظ أيضا من البنك باعتباره أمينا للاستثمار وأن لا
يقرب الأموال وموجودات محفظة الأوراق المالية باستعمالها لصالحه، وأن يدرج قيمة
هذه الأموال في دفاتر خاصة (1).
- نقل وتسجيل الأوراق المالية:
يرتبط بإدارة محفظة الأوراق المالية قيام البنك باعتباره
أمينا للاستثمار بنقل وتسجيل ملكية الأسهم والسندات التي تتضمنها تلك المحفظة. وقد
كانت بعض الشركات تتولى القيام بعملية نقل ملكية الأسهم التي تصدرها، لكن النزعة
الجديدة أدت إلى تخصص بعض الشركات والبنوك في القيام بهذه العملية باعتبار أن
لديها أجهزة متخصصة، مما يجعلها أكفأ في العمل وأسرع في التنفيذ.
ويقع على عاتق البنك أمين الاستثمار في هذا الخصوص واجبات أهمها الاحتفاظ
بسجلات ملكية الشركة موضحا بها اسم وعنوان ورقم التعريف الضريبي لجميع حملة
الأسهم، وتسجيل أية تغييرات قد تحدث بالنسبة لمكية الأسهم والسندات، وإصدار شهادات
لأسهم جديدة لتحل محل الشهادات الملغاة عند عملية النقل، إذ أنه عند تصرف المالك
بالبيع أو التنازل يتولى البنك عملية شطب الشهادات القديمة وإصدار شهادات جديدة باسم
الملاك الجدد وقيدها في سجلات الملكية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1) سعيد سيف النصر مرجع سابق ص276. وحتى
تكتمل عملية نقل الملكية من الشركة المصدرة إلى الملاك الجدد يقوم البنك بتسهيلها
بعد التأكد من أن الأسهم والسندات المصدرة لم تتجاوز الحد المسموح به وفقا لعقد
تأسيس الشركة، وأنها صدرت بموافقة مجلس الإدارة، واستكملت كل إجراءاتها
القانونية
(1) وتجدر الإشارة إلى أن معظم الشركات
والمؤسسات الكبرى تطلب من أمناء الاستثمار القيام بعملية فرز الأصوات الانتخابية،
غير أن هذه الخدمة قاصرة على حملة الأسهم. أما حملة السندات فلا تشملهم تلك الخدمة
لأنهم ليسوا ملاكا للشركة.
2- عقد صفقات الأوراق المالية لحساب العملاء:
تقوم البنوك بتنفيذ أوامر العملاء بشراء وبيع الأوراق
المالية التي يرغبون في شرائها أو بيعها. ويتولى قسم البورصة في البنك تنفيذ
عمليات البورصة، أي بيع وشراء الأوراق المالية منها لحساب العملاء أو لحساب نفسه.
وتبلغ أوامر الشراء والبيع هذه إلى سماسرة البنك في البورصة الذين يثق في تعاملهم
وأمانتهم. ولابد أن يتضمن البلاغ ذكر الكمية ونوع الأوراق والسعر ومدة سيران
الأمر، مع عدم ذكر اسم البائع أو المشتري للسمسار، ومن الممكن إلغاء هذا الأمر أو
إدخال تعديلات عليه وإبلاغ السمسار بقرار الإلغاء أو التعديل قبل افتتاح جلسة
البورصة التي يجري تنفيذ الأمر فيها، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن للسمسار تعديل
أمر البورصة دون الرجوع إلى العميل.
إن تنفيذ أوامر بيع وشراء الأوراق المالية عن طريق السماسرة فقط يرجع إلى
أن التنفيذ بهذه الطريقة تستلزمه الضرورة العملية والقانونية، فالواقع العملي يشهد
بأن العملاء لا يتجهون إلى السماسرة مباشرة في غالب الأحيان، وإنما يصدرون أوامرهم
إلى البنوك التي لهم حسابات فيها، وهذا مفيد للعملاء، حيث يجتنبون الاتصال
بالسماسرة وهم لا يعرفونهم، كما يتمكن البنك من الحصول على عمولته من العميل
والسمسار معا، كما أنه في حالة فقد هذه الأوراق لا يمكن لمن وجدها الاستفادة منها.
حيث يجد أمامه عقبات تحول دون استفادته. فالأوراق الاسمية يتم إثبات انتقال
ملكيتها على يد سمسار البورصة وفق إجراءات محددة وتوقيع استمارة التنازل من المالك
الحقيقي وإثبات ذلك بدفاتر الجهة المصدرة. أما الأوراق المالية لحاملها فيمكن
السيطرة عليها من واقع السجل الذي تعده الشركة المصدرة لها، والذي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سعيد سيف النصر مرجع سابق ص289.
تثبت فيه ما يملكه كل مساهم، وبيان بأسماء
المساهمين وجنسياتهم وإقامتهم ومهنهم، وعدد
الأسهم التي يملكها كل منهم ونوعها
وأرقامها وتواريخ انتقال الملكية، ويكون إثبات هذه البيانات في السجل الخاص بها
(1).
[/right]